" ألا يضايقانك ؟؟ "
هكذا بدأ كلامه معها مشيرا إلى شيءٍ ما خلفها
تلفت لتنظر ببراءة و تسئله " ما اللذان يضايقاني ؟ "
يجيبها بإبتسامة رقيقة " جناحاك "
تصمت برهة , فهي لم تفهم قصده
يكمل كلامه قائلا " ألا تمتلك الملائكة أجنحة ؟ "
عندها تنطلق ضحكتها العذبة كضحات الأطفال
يداها على فمها , فلطالما حاولت أخفاء ضحكها عندما تشعر بالخجل
تعرفه و يعرفها منذ زمن طويل و لكن لم يزد الحديث بينهما
عن السؤال عن الحال و الدراسة و المحاضرات و غيرها من الأمور
استغربت منه جرأته في الحديث فجأة
برر ذلك بعدم قدرته على الصبر أكثر
لم يبدو على وجهها الإرتياح
و بدأت ملامح الجدية و القلق تظهران على وجهه
سئلها " هل أنتِ مع أحد آخر ؟ "
هزت رأسها بالنفي , يصعب عليها الحديث بكلمات مفهومة عندما يدور الكلام حول هذا الموضوع
أكمل " إذا لماذا تبدين متوترة ؟ "
لم تعرف بما تجيبه
تكلم ثانية لعله يعثر على إجابة " أنت لا تعتبريني أكثر من أخ أليس كذلك ؟ "
هنا نطقت أخيرا " ليس الأمر هكذا "
التوتر واضح عليها , ابتسامتها الملائكية اختفت , أصابعها تشابكت سويا
سئلها " إذا ما الأمر ؟ امممممم , أنت تظنيني غير جاد أليس كذلك ؟ "
تعض على شفتها السفلى ثم تجيبه " و لا هذا أيضا "
اليأس يتسلل إلى قلبه و شعور بالحزن يتملكه تدريجيا
تقرر كسر حاجز الصمت أخيرا لتريح قلبه
" لا أريد أن أكون مع أحد , عندما يأتي نصيبي سأجد نفسي في فستان عرسي دون أن أشعر حتى "
هكذا أجابته
و هكذا بهرته
ابتسم و أجابها " بإذن الله "
شعرت بالراحة لأنها لم تحرجه أو تجرحه
فآخر ما تتمناه في الدنيا أن تذيق أحدهم أي ألم بسببها
و شعر هو بالراحة لأنه أدرك أن قلبه لم يخطأ عندما أحبها
مضى و هو يفكر هل ستكون من نصيبه أم لا ؟
مضت هي مدركة أن هناك رجل كتب لها أن تتزوجه
من قبل أن تولد , من قبل أن تكون حتى نطفة في بطن والدتها
كان هو أو غيره , كان هنا أو هناك , كان ولد أو لم يولد حتى الآن
سيكون من نصيبها , و ستحبه دون أن تشعر
لن تخطط للأمر أو تفكر حتى
سيسئلها " هل تتزوجيني " و ستجيبه " نعم "
سترتدي له الفستان الأبيض
و تجد نفسها فجأة تراقصه على أنغام الموسيقى الهادئة
وسط مئات الناس
في عرسها