الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

تساؤلات

حدثني أحدهم متسائلا منذ أيام عن حالي قائلا
" غريب أمرك يا صديقة , تغمرك المحبة و الحيوية و السعادة بشكل دائم
لا أحسدك صديقتي , لكني لا أصدقكي أيضا "

أجبته بضحكة ساخرة
 مليئة بحروف الهاء التي تظهر بضغطة طويلة على زر حاسوبي
"ههههههههههههههههههه , لما تقول هذا?!! "

أجاب " لأني أعرف ان من مر بما مررتي به في حياتك لا يعقل أن يكون سعيدا "

استمرت إجاباتي الساخرة ,
 المليئة بالضحكات و النكات الخالية من المعاني و خلدت للنوم

نعم إنه محق

فما كل هذا إلا وشاح كبير وردي اللون غطيت به وجهي
ليس لأني لا أحب مشاركة الآخرين حزني
و لكن لأن لدي إيمان قوي في أن تمثيل السعادة سيجلب لي السعادة في النهاية

ربما هو ايمان مقرون بقانون الجذب الذي ينص على أن رغبتك في الشيء
و محاولتك لجذبه إليك ذهنيا ستجذبه إليك في النهاية

و هو إيمان أيضا بقول الله عز و جل في حديثه القدسي
 " أنا عند حسن ظن عبدي بي , فليظن عبدي بي ما يشاء "

لا أدعي الكمال في الروح و العقل
بل ينقصني الكثير الكثير

أحيانا أجد نفسي أبكي أمام لقطة رومانسية يقبل فيها البطل جبين البطلة بحنان
فأسئل نفسي " هل أبكي لأني أتمنى أن أكون مكانها ؟
أم لأني خائفة أن لا أكون مكانها أبدا ؟"

و أحيانا اجد نفسي أتقزز من نفس ذات المشهد و أغلق التلفاز
 و أنا أتمتم بعبارات ساخرة قائلة
" هاها ربنا يشفي , هو فيه كده ؟ ماتوا خلاص كلهم "

فتعود التساؤلات
" هل أصبح لدي يقين بأنه لا يوجد رجل حقيقي في هذا الزمان ؟
 أم أنني بالفعل أرى الأمر تافها لا معنى له ؟"

الكثير من التناقضات ,
تتحكم بها حالتي المزاجية و الطقس من حولي و ربما هرموناتي أيضا
ففي النهاية أنا فتاة , تسعدها قطعة حلوى
 و تبكيها قصة سمعتها عن قطة ماتت و تركت أطفالها من بعدها

لما دخلت لأكتب الآن ؟
و ما الهدف من الكتابة ؟

صدقوني أنا نفسي لا أعلم

أشعر أني مع الأيام أتحول لشخص آخر غريب عني كثيرا

أذكر أني من خمس سنوات انحصرت اهتماماتي بفستان أبيض
خفيف التطريز و عرس هادئ ملئ بالأصدقاء مع رجل يحبني و أحبه

و لكن الآن جل اهتمامي هو أن أطمئن على أمي و إخواتي الأصغر مني
و أن أعمل على سعادتهم بقدر المستطاع

لم يعد أمر الفستان الأبيض يهمني من الأساس
و المضحك أني أصبحت دائمة الهروب منه بحجج واهية لا معنى لها
فذلك طويل جدا و ذلك سمين أو نحيف و ذلك اسمه لا يعجبني
 و آخر لم أجد فيه عيبا فتعللت بأني مريضة حتى أتهرب من لقائه

هل أصبحت الوحدة تعجبني تتسائلون ؟
قطعا لا

و لكني لا أجد الزواج حلا لأي مشكلة و لا حلا للوحدة

خليط من المشاعر الغريبة بين الرغبة في البقاء على حالي
و بين الرغبة في الإهتمام بأسرتي و عملي و اهتماماتي

أذكر بالأمس كنت أقول لأمي أني أريد تسلق قمة ايفرست و التصوير من فوقها
و أكدت لها أني سأفعل ذلك يوما من الأيام إن شاء الله
فردت ضاحكة " و من ذلك الذي ستتزوجينه و يسمح لكي بتسلق ايفرست ؟"

انتابني شعور غريب ممزوج بغصة في قلبي
أحلامي أكبر من أن يلخصها رجل

لا يعني كلامي أن الحب الحقيقي إن طرق بابي سأرفضه
و لكني أعجز عن تمييزه من الأساس

اعلم في قرارة نفسي أن الحب الحقيقي بين المرأة و الرجل
هو أقدس و أشرف علاقة خلقها الله عز و جل بين البشرية
علاقة تحول الغرباء إلى روح و جسد واحد متلاحم في السراء و الضراء

تجعل المرأ يسعد حتى لو تخلى عن بعض أحلامه في سبيلها
بل احيانا تجعله يرى أحلامه تافهه جدا بالمقابل بطفل يحمله و يعطيه اسمه

و لكن المشكلة ليست في الزواج و لا الأحلام و لا الحب
المشكلة في نفوس البشر
كيف نعرفها و كيف نميز الشر و الخير فيها ؟
كيف تعرف أنك أحببت حقا ؟ و أنك وجدت نصفك الآخر ؟

لماذا نحزن عندما تنتهي قصة حب ؟
هل لأننا نحزن على الشخص نفسه ؟
أم لأننا نخاف من أن لا نجد الفرصة لنشعر بتلك المشاعر الجميلة مرة أخرى ؟

هل ينتهي الحب الحقيقي من الأساس ؟
أم أن الحب الحقيقي لا نهاية و لا بداية له ؟

كلها تساؤلات تجول في نفسي الصغيرة

و تسئلوني بعدها لما أضحك و لما أبتسم ؟
الإجابة بسيطة يسيرة
لأتجاهل كل هذا و أعيش لحظاتي بهدوء و سعادة
حتى لو كانت سعادة لحظية مؤقتة و مزيفة .