الأربعاء، 2 فبراير 2011

مصر

اعتقد إني لمحت في كتاباتي قبل كده إلى إني مش مصرية 
يعني نصي من أمي مصري و نصي من بابا هو جنسيتي الأساسية

قد أكون تعاملت طوال حياتي مع الناس على إني مصرية
شكلي مصري
بتكلم مصري
بدافع عن مصر كأني مصرية
كانت نيتي أن أعيش في مصر بقية حياتي

لكن الأيام اللي فاتت غيرت كتير قوي في نظرتي للشعب المصري
و نظرتي لمجموعة من أصدقائي
و للأسف المجموعة دي مش صغيرة أبدا

ابتدى الموضوع بإلموبايل المقطوع يوم الخميس اللي سبق جمعة الغضب
أنا بصراحة ما حسيتش بموضوع النت افتكرته معلق و لا بايظ
المهم كان أكبر همي يوميها أكلم أهلي اللي بره
كبنوتة طالبة تدرس في الخارج في بلد أئتمنتها على نفسي
 لازم أكلم و أهلي يكلموني بشكل يومي
لكن واضح ان السلطة تفننت بطرق القمع فقطعوا النت و الموبايل
مش فاهمة إزاي تجرئوا على حاجة زي دي , مش مراعيين الناس اللي أشغالها معتمدة عليهم
مش مراعيين الطلبة اللي سابوا بلادهم و جم مصر يدرسوا فيها بعيد عن أهاليهم
مش مراعيين السفراء في السفارات و لا أصحاب الأمراض و لا المحتاجين و لا أي حد
طب اللي يحصله حاجة و معندوش تلفون بيت يعمل ايه ؟؟ قولولي !!
مامتي فضلت أكتر من 24 ساعة بتحاول توصلي ,
 ذنبها ايه أم داقت المر عشان بنتها 22 سنة 
تلاقيها فجأة اختفت و مش عارفة هيا فين
حسيت قد ايه النظام ده نظام فاشل و قمعي و لازم يكون له نهاية
و شفت الأمل في عيون الرجالة اللي في الشعب
فرحت قوي باللجان الشعبية اللي اتشكلت 
و فرحت جدا بالمظاهرات 
حسيت ان مصر دي البلد اللي عايزة أعيش فيها فعلا بقية عمري
و إن الراجل المصري ده رجل و لا كل الرجال

ده كل ده كان قبل ما حسني يطلع يقول خطابه الأخير
اللي واضح كتبهوله دكتور نفسي غسل عقول الشعب
و لعب على عاطفتهم و استغل مشاعرهم
و تاني يوم الصبح بحركة ذكية رجع النت بعد انقطاع استمر ست أيام

فجأة لقيت الولاد نصهم على الشات , مش حقول رجالة لأن الراجل ما يطلعش أونلاين في ظل ظروف زي دي
 إلا لو كان بيريح شوية
و حينزل تاني يحمي بيته و ينظف شارعه و يحمي وطنه
اكتشفت قد ايه أنا كنت مخدوعة في ناس كتير حواليا
كنت بفتكر إن الراجل يبان من حركات صغيرة زي ان يخلي البنت تعدي الأول 
يفتح الباب للناس و يمسكه , حركات من دي
لأ طلع الراجل يبان في أزمة وطنه
لما الناس تبقى بتتدبح تحت و صوت الرصاص الناس مش قادرين يبطلوا عياط منه
و هو أونلاين بيطالب بالإصلاح

خطاب الرئيس ما أثرش فيا , معرفش ليه رغم إني انسانة عاطفية بغباء 
لكن كل ما كان بيتكلم كل ما كنت بزيد غضب و بحس قد ايه هو بيستخف بعقول الناس
و تصورت ان دي حتكون ردة فعل الناس
الحقيقة ان نصهم كان حيعيط و تعاطفوا معاه و فجأة افتكروا حرب اكتوبر و بطولاته
و فجأة الريس بقا حلو و جميل و فجأة بدأوا يمسحوا الشتايم القذرة اللي كاتبينها عنه
و يغيروها ب بنحبك يا ريس
ما تسيبناش يا ريس
ما تزعلش مننا يا ريس
و فجأة الناس اللي قرفانة مش لاقية شغل بالسنين بقت مش عايزة الثورة
أصله أكيد مش الريس و لا وزيرة العمالة اللي ما اتغيرتش هما السبب في بطالتهم
و فجأة الناس اللي مش لاقية تاكل و بيشحتوا الأكل و عايشين في عشش
برضه بيهتفوا للريس عشان وزعوا عليهم مبلغ معين حيعيشهم يومين
و بعدين يرجعوا يجوعوا تاني

ما بقتش عارفة أنا بحب مصر و لا لأ
أو عشان نكون أدق في كلامنا 
أنا بحب شعب مصر و لا لأ

لقيت إني بحب كتير منهم
و بكره كتير قوي منهم

بقا عندي احساس بالإزدواجية
حاسه إني أعرف كمية كبيرة من المنافقين
و من أشباه الرجال

لكن الحمد لله إني أعرف برضه مجموعة لا بأس بها من الرجالة
اللي بيحموا شوارعهم من البلطجية و لو الدنيا أمان ينزلوا ينظفوها

أنا عندي تلات تلفزيونات هنا 
فاتحة كل تلفزيون على قناة , العربية و المحور و الفضائية النصابة
و كاتمة الصوت فيهم كلهم و مشغلة الجزيرة أونلاين و معلية صوتها 
عايزة أشوف أكتر قدر ممكن من الصور , عايزة أفهم و أكون في الصورة
أعصابي و دمي اتحرقوا خلاص
مش قادرة أسمع و لا أشوف أكتر من كده
و كل ما بشوف حاجة من الشباب السيس اللي عايزين يناموا و ينهوا الموضوع
عشان مالهمش مزاج و عايزين ما يسمعوش صوت رصاص و هما على الشات
دمي بيتحرق زيادة و بزعل و بتدايق و بحس بمجموعة مقرفة من الأحاسيس

لدرجة في الآخر قلت و أنا مالي 
و أنا مالي فعلا بلدهم و هما أحرار فيها
و الأنظمة و القوانين و النظام اللي عاجبهم و مكسلين يحرروا نفسهم منه ده
مش بيتطبق عليا و لا يضرني في شيء
ده حيضرهم هما
هما اللي حيفضلوا في بطالة و مش لاقيين شغل
كل واحد حاططلي صورة مبارك فاكر إنه عمل اللي عليه
و فلوس النت بابا اللي بيدفعهاله عشان هو مش لاقي وظيفة محترمة يشتغلها
هو اللي حياخد على دماغه
كل واحد عاملي جروب فيس بوك كاتب فيه الإصلاح و فاكر انه عمل اللي عليه
و يوم ما يتوظف ياخد 400 جنيه هو حر في نفسه
كل واحد قاعد في بيتهم تحت البطانية بيشرب شاي
و فاكر انه في يوم من الأيام حيتجوز و يعيش عيشة بني آدمين
خليه تحت البطانية حيفضل تحتيها لوحده طول عمره و لا حليني بقا عبال ما يتجوز يبقا عنده 50 سنة

من الآخر كده
لو عايزين تبقوا أسياد أنفسكم بطلوا تنافقوا الناس و تنافقوا نفسكم
لو عاجبكم السلطة ما تعملوش جروب اسمه اصلاح و خراب و معرفش ايه
انزلوا نظفوا الشارع و ابنوا اللي اتهد و احموا بيتوكم من البلطجية

و لو مش عاجبكم انزلوا عبروا عن رأيكم و قولوا اللي انتم عايزينه

خلص الكلام و مش حفتح سيرة الموضوع ده تاني لأن لما يكون ولاد البلد مش محروقين عليها
مش المفروض أنا اتحرق


هناك تعليق واحد:

  1. ربنا يوفقك وينورلك بصيرتك ويبتك على مبدئك

    ردحذف