الأحد، 11 مارس 2012

حقيقة

نمر جميعنا بلحظات ضعف غير مبررة 


و غير مفهومة

تشعر فيها بالحنين لقبلة على الخد من أحد الأصدقاء 

لحضن دافئ من والدتك 

لسمر الحديث أثناء الليل مع إخوتك تحت الغطاء 

تشعر بالنعاس لكن تلك الدقائق من الحديث قبل النوم تشعرك بالنشوة 

تغدق قلبك حنانا و طمأنينة 

-----

على الرغم من كثرة من حولك 

كثرة من يهتمون بك و لأمرك

تجد نفسك عاجزا عن فتح قلبك لأحدهم 

تخشى كثيرا عواقب تصرفاتك 

تجلد ذاتك آلاف المرات إن تصرفت بنوع من العفوية الغير مقصودة 

تندم على ضحكاتك , نظراتك 

تشعر أن ما اعتد على تقديمه للكل أصبح محرما فجأة 

-------

لا تريد أن تكون الضحية مرة و إثنان و ثلاث

فقررت  أن تكون أنت الجلاد و أنت القاتل

لكن قلبك الضعيف لم يعتد على إيذاء الغير 

فقررت إيذاء نفسك 

لمت نفسك حتى هربت منك

أصبحت كالدمى

جسد بلا روح

وجه بلا ابتسامة 

فم بلا صوت 

نعم , حتى صوتك تخلى عنك في أشد لحظات احتياجك له 

العزلة تحيط بك , ترغب في الحديث لكن لا تجد من يسمعك 

حتى عندما تتحدث يقاطعك الآخرون

يكملون الجُملَ عنك كأنهم يقرئون أفكارك 

تتسائل ..

هل أصبحت كلماتي معتادة لهذه الدرجة ؟
أم أنك لم تجد من يحب الإستماع لصوتك حتى الآن ؟

------



أكثر ما يؤلمك تلك الدموع المحبوسة في صدرك 

تنتظر أحدا ليربت عليك

يأخذك في حضنه و يضمك بشدة حتى تبكي آخيرا و ترتاح

لا تدري ما أصابك و لما أصابك

لكن لحظة وحدة واحدة جعلت تدرك أن كل ما يحيط بك سراب

صنعه خيالك

و غذاه من أنهار الأوهام و المشاعر  

أطعمه من لحظات سعادتك و ابتساماتك المتكررة 

مزجه مع كل ما يشعرك بالحياة 

و في لحظة إدراكك للحقيقة أدركت أن كل ما لحق بها كذب مثلها 

و أن كل ما تحتاجه إنفرادك بنفسك في عالم لم يعد له معنى 

فأنت من يصنعه بيده



هناك تعليق واحد:

  1. كلام رائع وموهبه أدبيه ظاهره ومتمكنه
    الهموم أريح ما ينفس عنها القلم

    إستمري إختي

    ردحذف