استيقظت على صوت والدتها و هي تحاول ايقاظها
شعرت بحبات عرق تملأ وجهها
نبضات قلبها متسارعة كأن قلبها سيخرج من مكانه
تنظر لوالدتها و تضمها من شدة خوفها و تسألها : " ماذا حدث ؟ "
تجيب والدتها و هي تمسح على شعرها : " كنتي ترددين حسبي الله و نعم الوكيل مرارا و تكرارا و تبكين "
تفكر لعدة ثواني و تتذكر ما كانت تحلم به
تتظاهر بالبلاهه حتى لا تضطر لأن تخبر والدتها بشيء قائلة : " لا أتذكر شيئا , لابد أنه أحد تلك الكوابيس مجددا "
تنظر لها والدتها بحزن و تقول : " فعلا حسبي الله و نعم الوكيل فيمن تسبب لكِ بهذا , سينتقم الله منه يوما على الأمراض النفسية التي أصابك بها "
كانت تقصد والد الفتاة الذي تركها في سن صغيرة و لا تكاد تعرف عنه شيئا
لكن فتاتنا تدرك جيدا أنه ليس سبب كوابيسها بتاتا , لأنها ببساطة اعتادت حياتها بدونه
تنظر لوالدتها و تقول لها " دعكِ منه , أنا لا أفكر في الموضوع بالفعل "
و تتبتسم
تبتسم والدتها لها أيضا و تقول لها " أتمنى من الله أن يعوضك خيرا في زوج حنون طيب القلب مثلك "
تشعر بالخجل و ترد : " لا , لا اريد ,, دعكِ من الرجال ضررهم أكثر من نفعهم صدقيني " و تضحك
تحتضنها أمها و هي تقول : " ليسوا جميعا , سترين أن الله سيرزقك بشخص تكونين أميرته و يكون لك كل مرادك ان شاء الله "
تهمس لنفسها " لا أعرف .. ربما "
تتذكر كثيرا مما رأت في السنوات الأخيرة من عمرها
من تقدم لها و أقنعها تمام الإقناع أنه سيعيش لإسعادها
و وافقت عليه رغم عدم إقتناعها لخوفها من غضب الله عليها إذا رفضت شخصا خلوقا طيبا
ثم تركها قبل ليلة الخطبة فقط لأن أخته لا تحبها
تذكرت آخرا , تقدم لها و وافقت عليه و وافق عليها
ثم بعد عدة أيا يخبرها أنه لا يحب شكلها و أنه ظن أن طباعها الجميلة ستعوضه ذلك الأمر لكن هذا لم يحدث
تذكرت ثالثا طلب منها قبول طلبه بالإرتباط و ما أن أدرك أنها أخبرت والدتها تركها
بحجة أنها كالورقة البيضاء لا يريد أن يوسخها
تذكرت والدها
تذكرت الكثير مما حدث في حياتها
تنظر لوالدتها و تقول " لا لن يحدث , كلهم أنانيون لا يحبون إلا أنفسهم , كلهم سينتقم الله منهم على ما يفعلونه ,
لا يوجد رجل سوي أبدا , لا تقنعيني بذلك , لاااااااااااا يوجد "
لم تفهم والدتها قصدها بكلهم تلك , فدوما كانت تخبر والدتها أنها السبب في فشل العلاقة خوفا من كره والدتها لهؤلاء الناس
حتى بعد انتهاء الأمر كانت حريصة على أن تبقى سيرتهم جيدة , لا تدري لماذا ,
فقط لا تشعر أنها تريد تشويه صور المزيد من الناس أمام والدتها
تمسح والدتها على شعرها و تمسح لها دموعها و
تطلب منها أن تقوم تتوضأ و تصلي ركعتين لله و تعود للنوم
تفعل ذلك لكن جفنها لم يغمض تلك الليلة
كان سؤال واحد يطاردها
من المخطئ في كل هذا ؟
و من المستفيد ؟
هل هو حظ عاثر لا أكثر ؟؟
أم أنها دوما تختار الشخص الخطأ ؟