الجمعة، 8 أكتوبر 2010

شجرة التفاح

دي أول تجربة ليا في نوع الكتابة ده , بجد مبسوطة بعد ما خلصت الكتابة
بجد محتاجة رأيكم فيها

-----



أصوات أطباق و ملاعق

موسيقى صاخبة

رائحة الكعك تملأ المكان

أوراق و كتب و أقلام

طاولة لستة أفراد يجلس عليها اثنان ينتظران

تلعب هي في هاتفها و ينقر هو على أزرار حاسبه

تقلب و تقلب قائمة الطعام مرارا و تكرارا رغم حفظها لما فيها

" عصير برتقال من فضلك

تطلب ذلك من النادل فلطالما أحبت شرب عصير البرتقال في ذلك المكان

و يطلب هو القهوة لعلها تفيقه قليلا من تعبه

يتبادلان الحديث

يفاجأها بكلمة 

"  أنتي مجنونة و تحتاجين مجنونا مثلك "

لطالما سمعت هذا اللفظ عنها , مجنونة 

هي تعلم تماما انها مجنونة بأفكارها و طاقتها و غضبها

تميل إلى عيش الحياة كما يجب أن تكون

 ورغم انها لم تكن المرة الأولى التي تسمع فيها هذا الوصف إلا اننا نجدها

تنظر إليه و تضحك ببراءة كعادتها و تطلب منه تفسير كلامه لعلها تسمع جديدا 

ينهي قهوته و يبتسم لها 

" تعرفين ؟ لن يقترب منك إلا أحد ثلاثة , جاهل لا يعرفك , عابث يتسلى بك قليلا ثم يودعك أو مجنون يعرفك "

تتغير ملامح وجهها للجدية قليلا فيظهر عليها عدم الإرتياح

" انتظري , لا تقلقي سأفسر لك "

" حسنا تفضل " تجيبه و لا تنزل عينها من عينيه حتى لا يتأخر في الإجابة 

" يقول لها هل رأيت شجرة التفاح من قبل ؟؟ "

تهز رأسها بالنفي

يكمل كلامه

"  شجرة التفاح تكون عظيمة كبيرة جميلة , مزدانة بالتفاح الأحمر اللذيذ ,
   الناضج منه يكون في أعلاها يصعب الوصول إليه , لكنه أفضل ما في الشجرة,
   كبير , لامع , شديد الإحمرار و عااااااااااااااااال جدا ,
   و هناك تفاح في أسفل الشجرة , يسهل الوصول له بقفزة صغيرة 
   و أحيانا دون قفز حتى , صغير , قد يكون غير ناضج قليلا بسبب بعده عن الشمس
   لونه يميل للوردي الباهت أو الأصفر,
   و آخر نوع هو التفاح الذي سقط على الأرض من فرط ذبوله و فساده "

تتوسع عينها و تطلب منه أن يفسر ما علاقة هذا بها 

" انتِ تفاحة ناضجة , حمراء , لذيذة , يتمناها الجميع , الجميع بلا استثناء و لكنكي بعيدة عن المنال "

ينظر لها و يكمل كلامه 

" لن يقترب منكِ سوا جاهل لا يعرفك و لا يعرف قيمتك أو صعوبة الوصول إليك , فترينه يقفز و يقفز و يقفز ,
   و تارة يحضر سلما , و تارة يصعد على كتف أصحابه و تارة أخرى يقف ينظر للسماء ظنا منه أنك ستسقطين بسهولة "

" من هذا ؟؟ " تسأله

يجيبها " هذا من عندما يأتي ليتقرب منكِ تبكين في فراشك ظنا منكِ أنك مليئة                 بالعيوب
             حتى يظن ذلك الشخص إنك ستوافقين عليه و تحبين رفقته , هذا الذي تظلين أسابيعا
            تنظرين إلى نفسك في المرأة لتتأكدي هل هناك خطأ في وجهك أم أنه لا يرى جيدا "

تبتسم لأنها تعرف أن هذا ما يحدث معها عندما يتقرب منها من هم بعيدون كل البعد عن حياتها و مستواها و تعليمها و ثقافتها

تسأله:  " و ما العابث ؟؟ "

يجيبها " هو شخص قد يكون من محبي التفاح أو كارهيه حتى , أناني محب لذاته , يريد كل ما هو جميل و راق ,
           يمشي في البستان فيرى التفاح العالي , فيبدأ برميه بالحجارة , لعل إحداها تسقط إليه فيلتهمها أو يلقيها
           و ربما في النهاية يلعب بها بقدمه قليلا فتمتلئ بالجروح و يتركها "

تخاف و تسئله " هل سيتمكن مني ؟؟ "

يمسك يدها " أنت أقوى من أن تخافي من هذا العابث , تحلي بالإيمان و سيبعده الله عنك , فقط كوني شجاعة 
                 و لا تتركيه يتمكن منك أو يترك أثاره في حياتك "

تفكر لثواني و تتخيل ماذا ستفعل ان رأت أحد هؤلاء العابثين , هل تختبئ ؟؟ أم تواجهه ؟؟ لا تعلم فقط تتمنى أن لا تراه

تعض على شفتيها و تنزل كأس العصير من يدها و

تسئله " إذا من المجنون الذي يعرفني ؟؟ و ما سر جنونه ؟؟

يتنهد " المجنون سيدتي هو شخص يعرفكِ جيدا , يعرف كل عيوبك و مميزاتك , يعرف كم أنتي مميزة , تفاحة عاليه
         قد تكونان أصدقاء منذ فترة طويلة , زميلا دراسة أو عمل , أو ربما أقارب , المهم أنه شخص سمحتي له بدخول حياتك
         لكن في الوقت نفسه لم تعطه أكثر من مفتاح الدخول , فما تزالين أنتِ في الاعلى و هو يفكر كيف سيصل إليك "

تمازحه " هل أقفز إليه ؟؟ أم أتركه حتى تقضي عليه الشمس ؟؟ "

يضحك " انتِ تفاحه , تذكري هذا , التفاح لا يقفز يا أنسة , التفاح يقطف أو يسقط "

" حسنا أكمل " تطلب منه بشغف 

" المهم , ذلك الشخص أسميته مجنونا لأنه من شدة حبه لك لن يبالي لعيوبه أو لنقائصه
  لن يبالي بعلو مكانك أو ارتفاع غصنك , لن يبالي لشيء أبدا سوا الحصول عليك ,
  سترينه يحاول بشتى الطرق أن يقطفك يانعة جميلة , بحذر شديد حتى لا تسقطي من يده فتتألمي
  لن يحضر سلما خوفا على أن يضغط على أغصانك
  لن يستعين بأصدقائه لأنه لا يريد أن يراكي غيره
  سيصعد لك ببطئ و بهدوء حتى لا يضايقكي
  و سيلتقطك بلطف تحسين عندها بدفئ يديه و حنانها , لن تخافي الإبتعاد عن غصنك عندها "

تبدو شاردة قليلا , تعلو وجهها إبتسامة 

يطرق بأصابعه في وجهها 

" هيا للعمل يا أنسة , فقد حضر بقية الزملاء "

تعلو الأصوات المكان , قبلات و سلام 

المزيد من الأوراق و الهواتف و كؤوس العصير

لا تعود تسمع الموسيقى الصاخبة 

فصخب أصوات أصدقائها أكثر وضوحا

تكمل عملها بعد أن اختلفت حياتها مئات الدرجات بعد هذا الحديث



هناك 5 تعليقات:

  1. احسنتى .... رائئئئئئئئئعه جداا جداا جداا

    ردحذف
  2. ميرسي ربنا يخليك :)
    و شكرا على المتابعة و التعليق

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. اسف للمقاطعة
    بس شو ممكن يعمل الشخص
    لو كانت القصة بتنطبق عليه
    ولو كان تحديدا المجنون كيف حيصل للتفاحة
    او كيف حيقنع التفاحة انو بيستاهلها
    انا القصة هاي بتحصل معي زي ما وصفتيها
    شو ممكن اعمل غير الندم ومحاوله النسيان
    ؟؟؟؟؟

    ردحذف
  5. أخ باسم , بجد ميرسي على المتابعة وش كرا على ثقتك فيا و طلبك للنصيحة
    في رأيي الحل في تلك الأمور هو المصارحة
    لكن المصارحة تأتي بعقلانية , يعني لو حضرتك لن تتمكن من عمل شيء رسمي قبل فترة طويلة اصبر و لو البنت من نصيبك حتلاقيها مستنياك
    أما لو قدرتك تسمحلك تسعة للموضوع بشكل رسمي ادخل بقوتك و كلمها بكل صراحة و خليك لطيف معاها و صريح في نفس الوقت , لأن الصراحة من شيم الرجال , خليك راجل معاها , ساعدها و قف بجانبها و في النهاية نصيبك مكتوبلك فما تحاولش تتطيل الموضوع , كلمها وشوف الأمور تاخدكم لفين و طالما نيتك صافية ربنا حيوفقك إن شاء الله

    ردحذف