الأحد، 20 مارس 2011

شبه الرجل

يحكى إنه في إحد الكواكب الجميلة

المزدانة بالبحار و المحيطات 

و الورود و الزهور

و الكائنات الجميلة

يوجد كائن شاذ عن هذا العالم

غريب

ذو قلب أسود مريض

أفكاره غير متوقعة و سوداوية

رغباته شهوانية لحظية 

تتغير بين ثانية و أخرى

سماه البشر بـــ

شبه الرجل

نعم شبه رجل

فلا هو رجل كامل و لا هو امرأة

و تم نسبه للرجل لكبر الشبه بينهما

فكلاهما يتميز بغلاظة الصوت و شعر الوجه

بطول القامة و عظامة الجسد 

فيصعب على بقية الكائنات التمييز الفوري
 بين هذا الكائن و الرجل الطبيعي بالعين المجردة

بل تحتاج أن تتعامل معه مرارا و تكرارا حتى تعرفه

و للأسف فقد انتشر هذا المخلوق كثيرا على أراضي ذلك الكوكب 

إذا ما أكثر ما يميزه ؟

ذلك الكائن قلبه أسود لا ينسى شيئا أبدا

تتراكم عليه المواقف و الأزمنة مما يزيده أمراضا نفسية يوما بعد يوم

كاذب و لا تعرف ما مراده من هذا الكذب

فأحيانا يكون كذبا من باب الإستعراض
 و أحيانا من أجل التلاعب بمشاعر الآخرين

و في أحيانِ كثيرة لا تجد مبررا واضحا لكذبه
 سوى التسلية و إضاعة الوقت

خائن كالفئران

لا تكفيه حبيبة واحدة و لا يؤمن أن قلبه لإمرأة بعينها

فتجده يحب هذه و يغدقها بكل جميل من الكلام

يثلج قلبها و أذنها بالوعود الواهية و الرغبات الزائفة

و لا يلبث أن يتذكر حبيبة قديمة تظهر أمامه فجأة 

أو أنثى جديدة يحيطها الغموض

حتى تراه يقذف بوعوده عرض البحر و تجده ينسحب بكل هدوء

متجها لفريسته الجديدة

شبه الرجل قد يصلح صديقا أحيانا

أخا في أحيان آخرى

و لكن غدره سيحدث سيحدث

الآن , غدا , في القريب العاجل

لا نعلم

فتصرفاته دوما هوجاء غير متوقعة

الغدر من طباعه

الخيانة متأصلة بين ضلوعه

قلبه كالريشة في الهواء

تحركه أقل نسمة في أي اتجاه 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق