يحكى إنه في إحد الكواكب الجميلة
المزدانة بالبحار و المحيطات
و الورود و الزهور
و الكائنات الجميلة
يوجد كائن شاذ عن هذا العالم
غريب
ذو قلب أسود مريض
أفكاره غير متوقعة و سوداوية
رغباته شهوانية لحظية
تتغير بين ثانية و أخرى
سماه البشر بـــ
شبه الرجل
نعم شبه رجل
فلا هو رجل كامل و لا هو امرأة
و تم نسبه للرجل لكبر الشبه بينهما
فكلاهما يتميز بغلاظة الصوت و شعر الوجه
بطول القامة و عظامة الجسد
فيصعب على بقية الكائنات التمييز الفوري
بين هذا الكائن و الرجل الطبيعي بالعين المجردة
بل تحتاج أن تتعامل معه مرارا و تكرارا حتى تعرفه
و للأسف فقد انتشر هذا المخلوق كثيرا على أراضي ذلك الكوكب
إذا ما أكثر ما يميزه ؟
ذلك الكائن قلبه أسود لا ينسى شيئا أبدا
تتراكم عليه المواقف و الأزمنة مما يزيده أمراضا نفسية يوما بعد يوم
كاذب و لا تعرف ما مراده من هذا الكذب
فأحيانا يكون كذبا من باب الإستعراض
و أحيانا من أجل التلاعب بمشاعر الآخرين
و في أحيانِ كثيرة لا تجد مبررا واضحا لكذبه
سوى التسلية و إضاعة الوقت
خائن كالفئران
لا تكفيه حبيبة واحدة و لا يؤمن أن قلبه لإمرأة بعينها
فتجده يحب هذه و يغدقها بكل جميل من الكلام
يثلج قلبها و أذنها بالوعود الواهية و الرغبات الزائفة
و لا يلبث أن يتذكر حبيبة قديمة تظهر أمامه فجأة
أو أنثى جديدة يحيطها الغموض
حتى تراه يقذف بوعوده عرض البحر و تجده ينسحب بكل هدوء
متجها لفريسته الجديدة
شبه الرجل قد يصلح صديقا أحيانا
أخا في أحيان آخرى
و لكن غدره سيحدث سيحدث
الآن , غدا , في القريب العاجل
لا نعلم
فتصرفاته دوما هوجاء غير متوقعة
الغدر من طباعه
الخيانة متأصلة بين ضلوعه
قلبه كالريشة في الهواء
تحركه أقل نسمة في أي اتجاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق