الثلاثاء، 22 مارس 2011

صياعة



صحيت النهاردة الصبح على ريحة المحشي اللي مالية البيت

دخلت المطبخ لقيت خالتي و ماما واقفين واضح بيحضروا للعزومة اللي كانت النهاردة

ماما بصتلي كده بتقولي إنتي وديتي العفش فين ؟

فلاش باك بقا

على الفجر كده قررت و بلا أي مقدمات إني عايزة أغير شكل الشقة

آه معلش لما الجنونة بتطلع ما بقدرش أمنعها 

أقعدت أشيل لوحة و أحط التانية , أشيل كنبة و أزق غيرها 

و نص البيت حطيته في الأوضة الفاضية اللي عندنا

ماما صحت لقت نفسها في شقة تانية

و أنا نمت فيل مقتول من التعب حاولت تصحيني تسئلني معرفتش

طبعا بغض النظر عن ظهري اللي مش حاسه بيه لحد دلوقتي

نمت حبة حلوين بدون كوابيس , تقريبا عقلي قال نرحمها شوية تنام السنيورة

المهم بدون مقدمات كده و أنا واقفة مع ماما و خالتي قلت 

" أنا قررت أبقا صايعة

خالتي تنحت و ماما قعدت تضحك ضحك مش طبيعي

" إنتي صايعة ؟ هاهاهاهاهاها , طب إزاي ؟ هي الصياعة قرار ؟ ده طبع يا نونو مش بتصحي الصبح تلاقي نفسك صايعة "
ده كان كلام ماما

خالتي لسه متنحة على فكرة

رديت " قلتلها عندي كل المقومات , شكلي جذاب , صوتي ييجي منه و بعرف أتمايص

أخيرا خالتي بطلت تتنح و بدأت تضحك و قالتلي :

" طب ليه بس الصيع خدوا ايه من صياعتهم ؟ و بعدين الموضوع مش سهل كده

الحلو في الموضوع إنهم كانوا واخديني على قد عقلي
ما كنتش عارفة ده تأثير الإنشغال في العزومة و لا النظافة اللي لقوا البيت فيها الصبح

فكرتي عن الصياعة منبثقة من كذا حاجة ( آه منبثقة مالها الكلمة مش عاجباكم ؟ ) 

إن الصايعة مش بمعنى إن الوحدة تبقى قذرة و بت مش كويسة
لأ إنها تكون سوسة و لئيمة و تعرف تمشي عشرة على العجين ما يلخبطهوش 

يعني أنا لاحظت إن على الأقل خمسة من صحباتي اللي اتخطبوا كانوا واقعين في دباديب شباب معاهم في الكلية أو الشغل
و هاتك يا خروج
و يا هدايا
و يا لعب و رحلات و تحكمات و بلا بلا بلا

و تيجي صورة الخطوبة مع شاب مختلف تمامااااااااااااااا 

تيجي تسئل هو مش حضرتك كنتي بتحبي فلان ؟

يجيلك الرد الصاعق " آه ما كان فيه كذا حد الل اتقدم الأول قلت يلا بينا " 

نعممممم ؟؟؟

طب خدوا رد تاني " آه فلان جميل و كل حاجة بس لما يجلي عريس جاهز أقول لأ ليه ؟؟ " 

هااااااا ؟

خد اللي بعده "  أصل أنا فكرت بالعقل كده عريس جاهز و لقطة و حيموت عليا أعمله خاتم في صباعي " 

آه يا قلبي ....

بقا واضح جدا جدا جدا اتجاهتنا في العلاقات في الزمن ده مختلفة كتير 
عن معايير القصص الرومانسية و أفلام الدراما اللي اتعودنا عليها

و ده مش حصر على البنات بس , ده الولاد برضه 

فكرة المفاضلة و تعدد البدائل بين طرفين العلاقة بقا شيء وارد جدا

يعني كلمة الإرتباط أو الحب أو الدبلة و الخطوبة أو حتى الجواز 
كلها حاجات ما بقتش تضمنلك اخلاص الشريك في العلاقة دي

يعني إحنا بقينا مضطرين لتقبل حقيقة إن 99% من العلاقات قد تنتهي 
بسبب وجود بديل أفضل للشريك 
سواء الافضلية دي مجرد احساس 
سرعة توقيت 
راحة مادية
و غيرها من الحاجات اللي الناس بتفاضل فيها

حاسه إن سنين من المسلسلات و الأفلام و القصص و الكرتون و الروايات الرومانسية
كانت كلها كدب مش أكتر

فين الولد اللي يضحي بحياته عشان حبيبته ؟
فين الأميرة اللي تحب الغفير و تسيب القصر و تروح تتجوزه ؟
فين الشاب اللي يحب الفتاة الريفية البسيطة و يحارب الأهل و الناس عشانها ؟
فين الأمير اللي يحب سندريلا من رقصة واحدة و يعيش حياته يدور عليها ؟

كل ده راح فين ؟

هل حتى الحب , اللي هو أسمى و أقدس علاقة بين البشر دخل فيه الفهلوة و الصياعة و مين يلحق ؟
هل بقا صعب جدا تلاقي حد مخلص و مضمون ؟

كلمة قالهالي حد من صحابي إمبارح 
" نانسي أرجوكي ما تتغيريش , أرجوكي إفضلي زي ما إنتي , ما تبقيش واحدة منهم

فكرت كتير هو إحنا بقينا نوعين ؟ 
نوع بيدور على مصلحته و يدوس كل اللي حواليه و ما يهموش يجرح مشاعر مين المهم يبقى مبسوط و مرتاح
و نوع بيفضل يعاني و يكون ضحية النوع الأول معظم الوقت لأنه مش قادر يستوعب فكرة إن الطيبة ما بقاش ليها لازمة خلاص 

لكل نوع مميزاته و عيوبه , خلينا نبدأ بتسميتهم أسهل
النوع الأول حنسميه السوسة , النوع التاني حنسميه الأعمى 

مميزات السوسة :

1- دايما كسبان
2- دايما واخد كل مصلحته و عايش حياته

3- حياته مش بتضيع هدر

عيوبه : 
1- ربنا حينتقم منه في يوم أكيد

مميزات الأعمى :
1- عادة الناس كلها بتحبه

عيوبه :
1- بياخد على قفاه كل شوية
2- بيتجرح كتير
3- بيعيش مستغل
4- ما بيلحقش يفرح بحاجة
5- نفسيته معظم الوقت بتبقى تعبانة

قعدت أفكر كده , كل دول مش بيخافوا من ربنا ؟
و لا إحنا لما الموضوع ييجي للمشاعر بننسى دينا و إيمانا ؟

طيب مهو الواحد يبقى سوسة و صايع و يصلي ويصوم و يستغفر ربنا 
عادي , مهو اتضحك علينا من متدينين كتير و ناس بتصوم اتنين و خميس و ناس كنا بنصحيهم الفجر يصلوا

طب تيجي إزاي ؟
يعني إزاي الواحد يبقى علاقته بربنا كويسة جدا و في نفس الوقت بيضحك على البنات و يلعب بمشاعرهم ؟
أو تبقى الواحدة مش بتفوت فرض و تيجي تبيع حبيبها عشان عريس جاهز ؟

ما علينا

طب هو مين الصح و مين الغلط ؟
هل العيب في حزب السوسة إنهم اتحولوا لشخصيات استغلالية ؟
و لا العيب في حزب العميان عشان لسه مش شايفين إنهم لو فضلوا كده حيتجرحوا كمان و كمان ؟

هل لازم الواحد يتغير و يبقى واحد منهم عشان يضمن سعادته ؟
و لا يفضل زي ما هو على أمل إن اللي بيعمل خير عمره ما بيضيع أبدا ؟

ما عنديش إجابة للسؤال ده
بس بفتكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم " طوبى للغرباء

لما تحس نفسك غريب عن كل اللي حواليك اعرف إنك صح
يمكن الجراح لما بتتراكم بتميل إنك تنسى إنك صح
بتميل تعمل الغلط حتى لو مكنتش مقتنع بيه 
بتقرر إنه لأ كفاية مش حسيب حد يستغلني بعد كده
و يمكن يوصل بيك الحال إنك تفكر تتنقم من كل اللي آذوك و اللي ممكن يئذوك كمان


هناك تعليق واحد:

  1. مرحبا نانسي
    كلماتك كتير جميله وكتيراثرت فيا
    وكتير تعبتني
    احنا ممكن نكون عميان ولما نلاقي حد يحبنا
    نتعامل معاه وكاننا سوسه مش بايدنا كل انسان بيضعف
    وفجئه بنلاقي نفسنا معزبين
    لانا اخدنا سيئات الاتنين
    ما بنقدر نستمر سوسه لان هدا مش طبعنا
    وكيف حنقدر نرجع عميان
    لان ثقه الناس فينا لو راحت ما بترجع
    والي بنحبهم اكيد بيملكو قلب واحد
    لو جرحناه كيف بدنا نرجع نخليه يحبنا
    ما بيبقا قدامنا الا حل واحد
    انصير شفافين
    بدون علاقات اجتماعيه ولا حد نتعلق فيه او يتعلق فينا
    انكون ماشيين زي الظلال بدون روح
    هيك ما راح نقدر نجرح حدا
    ولا انحس بحدا لو جرحنا

    ردحذف