الاثنين، 15 مارس 2010

نظرة نوعية

جالسة أمام شاشة اللاب توب منذ الصباح كلما كتبت شيئا أجد نفسي أضغط

Ctrl + A >> delete

لا أعرف لما كلما كتبت شيئا تخوفت و مسحته ثانية

أرى في موضوعاتي الكثير من الجرأة أحيانا و في آخرى أرى فيها الكثير من الخجل

الكثير من الإنفتاح و الإنغلاق في الآن نفسه

أخاف من حكم الناس علي من خلال كلماتي

أتسائل , هل فعلا يمكن أن تحكم على أحدهم من خلال ثيابه ؟؟ نظراته ؟؟ كلماته ؟؟ كتابته ؟؟

قالت لي صديقة لي ذات مرة

رغم أنك متمسكة بالكثير من التقاليد القديمة و العادات إلا إني اكتشفت من خلال حديث واحد معك إنك انسانة متفتحة بشكل لا يصدق

ابتسمت و لم أزد على ذلك في ردي و حاولت تغيير الموضوع

أدركت أن الإنسان بحاجة إلى أن يتكلم حتى يفهممه الآخرون

منذ سنوات قالت لي معلمتي كلمات أثرت فيا كثير

" صمت الشخص دليل على أحد هذان الشيئان : إما أن الشخص الصامت إنسان حكيم جدا , أو شخص أبله "

تناقشت معها يومها و تجادلت كثيرا , و لم نصل إلى نتيجة محققة

من خلال تعاملي مع الناس خلال تلك السنوات وجدت نسبة من الصحة في كلامها

أعاود و أسئل السؤال نفسه , هل الحكم على الإنسان من خلال أمر واحد ظاهر عليه أمر فيه من الصواب من شيء ؟؟

إجابتي أن هذا من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الإنسان في حق نفسه

لأنك قد تضيع صداقات من أجمل الصداقات في حياتك بسبب نظرك لشكل من يتحدث إليك أو ثيابه أو شعره

يمكن أن تضيع حبا قد يكون حب العمر كله بسبب حكمك على انسان من خلال نظراته , طوله , ابتسامته

يمكن أن تضيع في حياتك فرصا لتعلم الجديد بسبب حكمك على أحدهم من خلال كتابته أو كلماته

أرى الحل دوما أن نعامل الناس بشكل عادل تماما

فتقسيمهم على أساس جنسهم أو طريقتهم في الحديث أو شكلهم فيه الكثير من الظلم

لماذا أحيانا نرى اثنان يحبان بعضهما لدرجة العشق رغم أن أحدهما لا يقارن شكلا بالآخر ؟؟

لأنهم تجاهلوا هذا الأمر و أدركوا تماما أن المهم هو ما في الداخل و الجوهر

لماذا أحيانا نرى صديقان من جنسان مختلفان يتعاملان مع بعضهما كأنهما من جنس واحد و كالإخوة و يخدمان بعضهما و يقفان لبعض في أحلك المواقف ؟؟

لأنهم تجاهلوا الحواجز اللذي يضعها المجتمع و احترموا الحدود التي بينهم

النظرة النوعية من المشاكل التي تواجهننا في حياتنا

أن ينظر إلينا أحدنا على أساس الجنس , الجنسية , الشكل , الكلام , الميول و الإتجاهات , حتى الثياب

من الأمور التي تثير الشفقة على صاحبها

دوما ما أتمنى أن أرى المجتمع خالي من تلك الفروق التي حلت محل التفرقة العرقية

أن تفرق بين الناس في عقلك أمر أسوء من ان تفرق بينهم على أساس العرق أو الدين

تذكر عندما ترى شخصا في المرة القادمة أنه انسان مثلك ,

فلا تضيع على نفسك فرصة التعرف عليه فقد يكون السبب في حياة أفضل و أجمل لك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق