لا أدري لما لاح لي طيف الأمير شاهزاده مصطفى في ذهني هذا اليوم
ذلك الأمير العثماني الشجاع
الذي عاش محبوبا و مات مظلوما على يد والده السلطان سليمان القانوني الشهير
مرت أربعمائة و إثنان و ستون عاما على قتله
لكن أحدا لم يختلف خلال تلك السنون أنه كان مظلوما
تقرأ الروايات تختلف في قصص ملوك و أمراء كثر في ذلك الزمان
لكن قصته واحدة و معروفة لكل المؤرخين
كان كل شيء جاهزا أمامه ليصبح هو السلطان الجديد على البلاد
الشعب يحبه
العلماء يفضلونه
و الجيش مخلصون له
الجميع بلا استثناء كان يريده سلطانا عليهم
إلا هو
كان حبه و إخلاصه لوالده هو الخيط الحرير الذي أعدم به في نهاية المطاف
رفضه للإنقلاب و التمرد جعلاه ينتهي في القبر بدلا من العرش
كان يفضل أن يموت مظلوما على أن يموت ظالما قاتلا لوالده
حتى و هوا يعلم أن والده سيقتله بيد باردة خوفا على عرشه
جعلني هذا أفكر كثيرا
قد يكون التاريخ لا يذكر الأشخاص الأنقياء كثيرا
و لا تعطيهم الحياة ما يستحقونه منها
قد تكون شخصا طاهرا محبا مخلصا
و تقتل جسديا أو معنويا من أقرب أحبائك إليك
لا لظلم اقترفته يداك
لكن لوسوسة شيطان أحمق في أذن من يحبك
و أنا هنا لا ألوم الشيطان في الحقيقة فهذا عمله الذي يخلص له و يتفانى
أنا ألوم الإنسان الذي استسلم له
و تنتهي الحياة و الظالم و المظلوم تحت نفس التراب
لكن المصير بالتأكيد ليس واحدا عند رب العباد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق