الاثنين، 4 مايو 2015

شهزاده مصطفى


لا أدري لما لاح لي طيف الأمير شاهزاده مصطفى في ذهني هذا اليوم 
ذلك الأمير العثماني الشجاع 
الذي عاش محبوبا و مات مظلوما على يد والده السلطان سليمان القانوني الشهير 

مرت أربعمائة و إثنان و ستون عاما على قتله 
لكن أحدا لم يختلف خلال تلك السنون أنه كان مظلوما 
تقرأ الروايات تختلف في قصص ملوك و أمراء كثر في ذلك الزمان
لكن قصته واحدة و معروفة لكل المؤرخين 

كان كل شيء جاهزا أمامه ليصبح هو السلطان الجديد على البلاد 
الشعب يحبه 
العلماء يفضلونه 
و الجيش مخلصون له 
الجميع بلا استثناء كان يريده سلطانا عليهم 
إلا هو 

كان حبه و إخلاصه لوالده هو الخيط الحرير الذي أعدم به في نهاية المطاف
رفضه للإنقلاب و التمرد جعلاه ينتهي في القبر بدلا من العرش

كان يفضل أن يموت مظلوما على أن يموت ظالما قاتلا لوالده 
حتى و هوا يعلم أن والده سيقتله بيد باردة خوفا على عرشه 

جعلني هذا أفكر كثيرا 
قد يكون التاريخ لا يذكر الأشخاص الأنقياء كثيرا 
و لا تعطيهم الحياة ما يستحقونه منها 

قد تكون شخصا طاهرا محبا مخلصا 
و تقتل جسديا أو معنويا من أقرب أحبائك إليك 
لا لظلم اقترفته يداك 
لكن لوسوسة شيطان أحمق في أذن من يحبك 

و أنا هنا لا ألوم الشيطان في الحقيقة فهذا عمله الذي يخلص له و يتفانى 
أنا ألوم الإنسان الذي استسلم له 

و تنتهي الحياة و الظالم و المظلوم تحت نفس التراب 
لكن المصير بالتأكيد ليس واحدا عند رب العباد 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق