الأحد، 19 ديسمبر 2010

ملاك و لكن ؟



يقفان في ممر بارد , أصوات الأقدام على السلالم تعلو المكان

تضغط على قلمها اللعبة , ينظر لها قائلا  : " توقفي عن كونك ملاكا , فعلا , أنا أتحدث لمصلحتك , توقفي عن لعب دور الملاك , أنتي بشر , أقسم لك أنتي بشر لستي ملاكا "

نظرت له حائرة , هل تفرح بوصفه لها بالملاك ؟ أم تغضب من لهجته معها ؟ أم تحزن على حالها ؟

تلعب في خاتمها و تنظر لحذائها لا تعرف ماذا تقول

أكمل كلامه " اغضبي , إحزني , لومي من يخطئ في حقك , أظهري أي مشاعر سلبية تجاه الآخرين  كيف يخطئ فيكي أحدهم و تبتسمين في وجهه , أريد أن أفهم ؟ "

ابتسمت و لم ترد

نظر لها " لا فعلا طفح الكيل , أنت غير طبيعية "

سئلته " ما بك ؟ ما المشكلة إن كنت لا أعرف كيف أغضب من أحد أو أحزن أو أن أثير شجارا ؟؟ "

رد عليها و هو يكاد أن يكسر القلم الذي في يده " كيف يتحدث عنك أحدهم بالسوء و يصفك بأسوء الألفاظ و تذهبين تخففين عنه حزنه عندما رأيته واقفا منكسرا ؟ كيف ؟ أخبريني ؟ لماذا لم تتركيه و تذهبي ؟ أجيبي "

أخرجت رأسها من النافذة و اتكئت عليها و هي تقول له

" رأيت في دنياي أنه لم يخطئ أحدهم في حقي إلا و اعتذر لي في أحد الأيام ,
   لم يظلمني أحدهم إلا و طلب مني أن أسامحه
   لم يتحدث عني أحدهم بالسوء في ظهري إلا و ندم على فعلته بعدها
   لم يؤذيني أحدهم إلا و أخذ الله لي حقي منه يوما "

لم يرد عليها و هي لم تنظر له , بقيت متكئة رأسها خارج النافذة و أكملت كلامها

" لم أعتد أن أغضب , لم أعتد أن أحزن , لم أعتد أن أكره أحدهم ,
  اعتدت أن الحقيقة تظهر دوما و أنه إن عاملنا الناس بالخير و أحببناهم مهما ظلمونا
  فسيأتي اليوم الذي يدركون مدى خطئهم
  اليوم الذي يندمون فيه على أي شيء فعلوه معنا
   اليوم الذي يجعلهم يكرهون أنفسهم أحيانا على أفعالهم أو يصلحون ما فعلوه في أحيان آخرى "

صمت قليلا ثم قال لها : " ربما أنتِ ملاك حقا , خسارة أنتي في هذا العالم "

تتنهد و لا ترد

تعرف أن الكثير أخطئوا في حقها

و تعرف أن الكثير يتمنون قربها

و تعرف أنها ستقابل عشرات سيظلمونها

و عشرات سيخونوناها في ظهرها و يتحدثون عنها

لكنها لا تعرف

هل ستقابل من سيحافظ عليها حقا ؟

من سيعتني بها ؟

 من سيقدرها و يتمنى أن لا يتنفس إلا شذى عطرها ؟

من لا يضطرها للإبتسام في وجهه رغم ألمها من الداخل 

لأنه  ببساطة سيضمها لصدره حتى تبكي و ترتاح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق