الأحد، 26 ديسمبر 2010

ماضي



لا تدري ماذا تفعل

فمهما بدت مشاكلها كبيرة

إلا أنها تجد ما هو أكبر منها

تجد دوما ما يزيد همها أضعافا مضاعفة

ذلك الإنسان الذي دمر حياتها

تحاول دوما نسيانه و اعتباره غير موجود

لكنها تتذكر أنه من لحمها و دمها

فإن تجاهلت تلك الحقيقة 

كيف تتجاهل صلة القرابة التي تجمعها به ؟

لم تظن أنها تكره أحدا في حياتها

و لم تفكر بالأذى لأحدهم من قبل

لكنها تدرك بعد تفكير طويل أنها تتمنى اختفائه من الحياة كلها

فموته سيكون أفضل من وجوده 

على الأقل لن يبقى لديها أي أمال بأن حاله سينصلح فيحطمها

ستفقد الأمل و ترتاح تماما

لطالما كان أملها في الناس كبيرا

تعلق أحلاما كثيرة عليهم 

يتسائل الكثيرون لما هي طيبة ؟

لما تسعى لإسعاد غيرها دوما ؟

لا يعلمون الحقيقة 

فهي ليست طيبة و لا ملاك من السماء

كل ما تريده هو رؤية السعادة في وجوه الآخرين

لأنها عجزت أن تسعد نفسها

حاولت كثيرا معرفة العيب و المشكلة

حتى أدركت تماما أن العيب ليس فيها

فهي لم تقترف ذنبا في أن تكون ابنة فلان

و لم تخطئ عندما فكرت في أشخاص قد تجد سعادتها معهم

كل ما فعلته أنها وثقت في غيرها 

تحتار و لا تعرف أين الطريق الصحيح

كلما وقعت في مشكلة أدركت أن الماضي أكبر مشاكلها

تتمنى في كثير من الأوقات أن تنسى 

لكن هذا لا يحدث

تنسى كل شيء

تنسى أن تأكل أحيانا

لكن مشكلة واحدة كفيلة بجعلها تبكي طوال الليل على كل ما رأته في حياتها

تحاول حبس دموعها كثيرا

تكبتها جيدا

لكن ارتجافها في فراشها في منتصف الليل يفضحها

حتى لحظات السعادة لم تعد تستمتع بها 

لأنها تدرك جيدا أنها لن تدوم طويلا

أصبحت متشائمة سوداوية غريبة

حتى المقربون منها بدؤوا لا يفهمون تصرفاتها العدوانية مؤخرا

ربما تحاول الدفاع عن ما تبقى من روح بشرية بداخلها

لا تدري

لطالما كانت تخبر نفسها أن القادم سيكون أفضل 

و لطالما كانت تثق في أن من تعذب طوال حياته يجب أن يرى السعادة في مستقبله

فهل هذا صحيح ؟

أم أن من يولد تعيسا يموت تعيسا ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق